المواضيع الأخيرة
بحـث
دخول
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
سعـد بـن معـاذ ...رضـى اللــه عنـه
صفحة 1 من اصل 1
سعـد بـن معـاذ ...رضـى اللــه عنـه
سعـد بـن معـاذ ...رضـى اللــه عنـه
إسلامه
أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم المسلمين
الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو غيرهم إلى
الإيمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما
يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد
:(إذهب إلى هذا الرجل وازجره)000وحمل أسيد حربته وذهب إلى مصعب الذي كان
في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، وشرح الله صدر
أسيد للإسلام ، فأسلم أسيد من غير إبطاء وسجد لله رب العالمين000
وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه :(أقسم ، لقد جاءكم أسيد بغير
الوجه الذي ذهب به)000وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعب
سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة
هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد :(لقد حدثت أن بني حارثة قد
خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك)000وقام سعد
وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب
والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وإنما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات
يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد000
ولكن ماكاد أن يسمع القرآن حتى شرح الله صدره للاسلام ، وأضاء بصيرته ،
فألقى حربته بعيدا وبسط يمينه مبايعا ، وأسلم لرب العالمين ، فلمّا أسلم
قال سعد لبني عبد الأشهل :(كلامُ رجالِكم ونسائِكم عليّ حرام حتى
تُسلموا)000فأسلموا ، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام000
غزوة بدر
جمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه المهاجرين والأنصار ليشاورهم في
الأمر ، وكان يريد معرفة موقف الأنصار من الحرب ، فقال سعد بن معاذ :( يا
رسول الله ، لقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك
على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت
فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ،
ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في
الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على
بركة الله )000فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال :( سيروا وأبشروا فإن
الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر الى مصارع القوم
)000
غزوة الخندق
في غزوة الخندق اهتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي الأنصار بكل خطوة
يخطيها لأن الأمر يجري كله بالمدينة ، فكان يستشير سعد بن معاذ سيد الأوس
وسعد بن عبادة سيد الخزرج بكل الأمور التي تجد000
لقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين بأن بني قريظة قد نقضوا
عهدهم ، فبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقال
لهم :( انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فان كان
حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ، ولا تفتوا في أعضاد الناس ، وإن كانوا على
الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس )000فخرجوا حتى أتوهم ، فوجدوهم
على أخبث ما بلغهم عنهم ، وقالوا :( من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين
محمد ولا عقد )000فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه فقال له سعد بن عبادة :( دع
عنك مشاتمتهم ، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة )000ثم أقبلا على الرسول
-صلى الله عليه وسلم- فسلموا وقالوا :( عضل والقارة ) أي كغدر عضل والقارة
بأصحاب الرجيع فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( الله أكبر أبشروا
يا معشر المسلمين )000
تفاوض الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع زعماء غطفان فأخبر سعد بن معاذ وسعد
بن عبادة في ذلك فقالا له :( يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه ، أم شيئا أمرك
الله به لابد لنا من العمل به ، أم شيئا تصنعه لنا ؟)000قال الرسول :( بل
شيء أصنعه لكم ، والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس
واحدة ، وكالبوكم من كل جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما
)000فقال له سعد بن معاذ :( يا رسول الله ، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على
الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه ، وهم لا يطمعون أن
يأكلوا منها تمرة إلا قرىً أو بيعاً ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا
له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا
نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم )0 قال الرسول-صلى الله عليه
وسلم- :( فأنت و ذاك )000فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من
الكتاب ثم قال :( ليجهدوا علينا )000
إصابته
وشهدت المدينة حصارا رهيبا ، ولبس المسلمون لباس الحرب وخرج سعد بن معاذ
حاملا سيفه ورمحه ، فعن السيدة عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم
الخندق ، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب
عليهن ، فمرّ سعد وعليه درعٌ مقلّصة قد خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو
يقول :( لبِّث قليلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَـلْ00000لا بأس بالموتِ إذا
حانَ الأجـلْ )000فقالت أم سعد :( الْحَقْ يا بُنيّ قدْ واللـه أخرت
)000فقالت عائشة :( يا أم سعد لوددتُ أنّ درعَ سعد أسبغ ممّا هي )000فخافت
عليه حين أصيب السهم منه000
وفي إحدى الجولات أصابه سهم في ذراعه من المشركين ، من رجل يُقال له ابن
العَرِقة ، وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعا ، وأمر الرسول -صلى الله عليه
وسلم- أن يحمل الى المسجد وأن تنصب له خيمة ليكون قريبا منه أثناء تمريضه ،
ورفع سعد بصره للسماء وقال :( اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني
لها ، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجهادهم من قوم أذوا رسولك ، وكذبوه وأخرجوه
، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا
للشهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة )000وكان بنو قريظة مواليه
وحلفاءَ ه في الجاهلية000
الرسول يحكم سعد في بني قريظة
وأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بني قريظة بعد الخندق مباشرة ، وحاصرهم
خمساً وعشرين ليلة ، ثم حكّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ ببني
قريظة ، فأتاه قومه ( الأوس ) فحملوه وأقبلوا معه الى الرسول -صلى الله
عليه وسلم- وهم يقولون :( يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك فإن الرسول إنما
ولاك ذلك لتحسن فيهم )000حتى دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال :( قدْ آنَ
لي أن لا أبالي في الله لَوْمَةَ لائِمٍ )000
فلما أتوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال الرسول :( قوموا إلى سيدكم
)000فقاموا إليه فقالوا :( يا أبا عمرو ، إن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قد ولاك أمر مواليـك لتحكم فيهم )000فقال سعد :( عليكم بذلك عهد
اللـه وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمـت ؟)000 قالوا :( نعـم )000قال :(
وعلى مـن هـاهنـا ؟)000في الناحية التي فيها رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-وهو معرض عن رسول الله إجلالا له ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
:( نعم )000قال سعد :( فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ،
وتسبى الذراري والنساء )000قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( لقد حكمت
فيهم بحكم اللـه من فوق سبعة أرقعة )000ونفذ الرسول الكريم حكم سعد بن معاذ
فيهم000
وفاة سعد
فلما انقضى أمر بني قريظة انفجر بسعد جرحه ، واحتضنه رسول اللـه -صلى اللـه
عليه وسلم- فجعلت الدماء تسيل على رسول اللـه ، فجاء أبو بكر فقال :(
وانكسارَ ظَهْراهْ )000فقال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- :( مَهْ )000فقال
عمر :( إنا لله وإنا إليه راجعون )000
وقد نزل جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال :( يا نبيّ الله مَنْ
هذا الذي فُتِحَتْ له أبواب السماء واهتزَّ له العرش ؟)000فخرج رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- مسرعاً يجرّ ثوبه ، فوجد سعداً قد قَبِضَ000
الجنازة
فمات سعد شهيداً بعد شهر من إصابته ، ويروى أن سعدا كان رجلا بادنا ، فلما
حمله الناس وجدوا له خفة فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال :(
إن له حملة غيركم ، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد ، واهتز
له العرش )000وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( لقد نزل من الملائكة
في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبلُ )000كما يقول ( أبو
سعيـد الخدري )-رضي اللـه عنه- :( كنت ممـن حفر لسعـد قبره ، وكنا كلما
حفرنا طبقة مـن تراب ، شممنا ريح المسك حتى انتهينا الى اللحد )000
ولمّا انتهوا الى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر ، ورسول الله -صلى الله عليه
وسلم- واقفٌ على قدميه ، فلمّا وُضع في قبره تغيّر وجه رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ، وسبّح ثلاثاً ، فسبّح المسلمون ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع ، ثم
كبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً ، وكبّر أصحابه ثلاثاً حتى
ارتجّ البقيع بتكبيره ، فسُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك
فقيل :( يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّراً وسبّحت ثلاثاً ؟)000قال :( تضايق
على صاحبكم قبره وضُمَّ ضمةً لو نَجا منها أحدٌ لنَجا سعدٌ منها ، ثم فرّج
الله عنه )000
فضل سعد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى ثوب ديباج :( والذي نفس محمد
بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا )000وقد قال شرحبيل بن
حسنة :( أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك
فإذا هي مسك !!)000
---------------------------
إسلامه
أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم المسلمين
الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو غيرهم إلى
الإيمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما
يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد
:(إذهب إلى هذا الرجل وازجره)000وحمل أسيد حربته وذهب إلى مصعب الذي كان
في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، وشرح الله صدر
أسيد للإسلام ، فأسلم أسيد من غير إبطاء وسجد لله رب العالمين000
وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه :(أقسم ، لقد جاءكم أسيد بغير
الوجه الذي ذهب به)000وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعب
سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة
هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد :(لقد حدثت أن بني حارثة قد
خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك)000وقام سعد
وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب
والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وإنما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات
يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد000
ولكن ماكاد أن يسمع القرآن حتى شرح الله صدره للاسلام ، وأضاء بصيرته ،
فألقى حربته بعيدا وبسط يمينه مبايعا ، وأسلم لرب العالمين ، فلمّا أسلم
قال سعد لبني عبد الأشهل :(كلامُ رجالِكم ونسائِكم عليّ حرام حتى
تُسلموا)000فأسلموا ، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام000
غزوة بدر
جمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه المهاجرين والأنصار ليشاورهم في
الأمر ، وكان يريد معرفة موقف الأنصار من الحرب ، فقال سعد بن معاذ :( يا
رسول الله ، لقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك
على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت
فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ،
ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في
الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على
بركة الله )000فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال :( سيروا وأبشروا فإن
الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر الى مصارع القوم
)000
غزوة الخندق
في غزوة الخندق اهتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي الأنصار بكل خطوة
يخطيها لأن الأمر يجري كله بالمدينة ، فكان يستشير سعد بن معاذ سيد الأوس
وسعد بن عبادة سيد الخزرج بكل الأمور التي تجد000
لقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين بأن بني قريظة قد نقضوا
عهدهم ، فبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقال
لهم :( انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فان كان
حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ، ولا تفتوا في أعضاد الناس ، وإن كانوا على
الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس )000فخرجوا حتى أتوهم ، فوجدوهم
على أخبث ما بلغهم عنهم ، وقالوا :( من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين
محمد ولا عقد )000فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه فقال له سعد بن عبادة :( دع
عنك مشاتمتهم ، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة )000ثم أقبلا على الرسول
-صلى الله عليه وسلم- فسلموا وقالوا :( عضل والقارة ) أي كغدر عضل والقارة
بأصحاب الرجيع فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( الله أكبر أبشروا
يا معشر المسلمين )000
تفاوض الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع زعماء غطفان فأخبر سعد بن معاذ وسعد
بن عبادة في ذلك فقالا له :( يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه ، أم شيئا أمرك
الله به لابد لنا من العمل به ، أم شيئا تصنعه لنا ؟)000قال الرسول :( بل
شيء أصنعه لكم ، والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس
واحدة ، وكالبوكم من كل جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما
)000فقال له سعد بن معاذ :( يا رسول الله ، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على
الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه ، وهم لا يطمعون أن
يأكلوا منها تمرة إلا قرىً أو بيعاً ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا
له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا
نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم )0 قال الرسول-صلى الله عليه
وسلم- :( فأنت و ذاك )000فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من
الكتاب ثم قال :( ليجهدوا علينا )000
إصابته
وشهدت المدينة حصارا رهيبا ، ولبس المسلمون لباس الحرب وخرج سعد بن معاذ
حاملا سيفه ورمحه ، فعن السيدة عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم
الخندق ، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب
عليهن ، فمرّ سعد وعليه درعٌ مقلّصة قد خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو
يقول :( لبِّث قليلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَـلْ00000لا بأس بالموتِ إذا
حانَ الأجـلْ )000فقالت أم سعد :( الْحَقْ يا بُنيّ قدْ واللـه أخرت
)000فقالت عائشة :( يا أم سعد لوددتُ أنّ درعَ سعد أسبغ ممّا هي )000فخافت
عليه حين أصيب السهم منه000
وفي إحدى الجولات أصابه سهم في ذراعه من المشركين ، من رجل يُقال له ابن
العَرِقة ، وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعا ، وأمر الرسول -صلى الله عليه
وسلم- أن يحمل الى المسجد وأن تنصب له خيمة ليكون قريبا منه أثناء تمريضه ،
ورفع سعد بصره للسماء وقال :( اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني
لها ، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجهادهم من قوم أذوا رسولك ، وكذبوه وأخرجوه
، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا
للشهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة )000وكان بنو قريظة مواليه
وحلفاءَ ه في الجاهلية000
الرسول يحكم سعد في بني قريظة
وأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بني قريظة بعد الخندق مباشرة ، وحاصرهم
خمساً وعشرين ليلة ، ثم حكّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ ببني
قريظة ، فأتاه قومه ( الأوس ) فحملوه وأقبلوا معه الى الرسول -صلى الله
عليه وسلم- وهم يقولون :( يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك فإن الرسول إنما
ولاك ذلك لتحسن فيهم )000حتى دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال :( قدْ آنَ
لي أن لا أبالي في الله لَوْمَةَ لائِمٍ )000
فلما أتوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال الرسول :( قوموا إلى سيدكم
)000فقاموا إليه فقالوا :( يا أبا عمرو ، إن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قد ولاك أمر مواليـك لتحكم فيهم )000فقال سعد :( عليكم بذلك عهد
اللـه وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمـت ؟)000 قالوا :( نعـم )000قال :(
وعلى مـن هـاهنـا ؟)000في الناحية التي فيها رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-وهو معرض عن رسول الله إجلالا له ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
:( نعم )000قال سعد :( فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ،
وتسبى الذراري والنساء )000قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( لقد حكمت
فيهم بحكم اللـه من فوق سبعة أرقعة )000ونفذ الرسول الكريم حكم سعد بن معاذ
فيهم000
وفاة سعد
فلما انقضى أمر بني قريظة انفجر بسعد جرحه ، واحتضنه رسول اللـه -صلى اللـه
عليه وسلم- فجعلت الدماء تسيل على رسول اللـه ، فجاء أبو بكر فقال :(
وانكسارَ ظَهْراهْ )000فقال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- :( مَهْ )000فقال
عمر :( إنا لله وإنا إليه راجعون )000
وقد نزل جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال :( يا نبيّ الله مَنْ
هذا الذي فُتِحَتْ له أبواب السماء واهتزَّ له العرش ؟)000فخرج رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- مسرعاً يجرّ ثوبه ، فوجد سعداً قد قَبِضَ000
الجنازة
فمات سعد شهيداً بعد شهر من إصابته ، ويروى أن سعدا كان رجلا بادنا ، فلما
حمله الناس وجدوا له خفة فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال :(
إن له حملة غيركم ، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد ، واهتز
له العرش )000وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( لقد نزل من الملائكة
في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبلُ )000كما يقول ( أبو
سعيـد الخدري )-رضي اللـه عنه- :( كنت ممـن حفر لسعـد قبره ، وكنا كلما
حفرنا طبقة مـن تراب ، شممنا ريح المسك حتى انتهينا الى اللحد )000
ولمّا انتهوا الى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر ، ورسول الله -صلى الله عليه
وسلم- واقفٌ على قدميه ، فلمّا وُضع في قبره تغيّر وجه رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ، وسبّح ثلاثاً ، فسبّح المسلمون ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع ، ثم
كبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً ، وكبّر أصحابه ثلاثاً حتى
ارتجّ البقيع بتكبيره ، فسُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك
فقيل :( يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّراً وسبّحت ثلاثاً ؟)000قال :( تضايق
على صاحبكم قبره وضُمَّ ضمةً لو نَجا منها أحدٌ لنَجا سعدٌ منها ، ثم فرّج
الله عنه )000
فضل سعد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى ثوب ديباج :( والذي نفس محمد
بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا )000وقد قال شرحبيل بن
حسنة :( أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك
فإذا هي مسك !!)000
---------------------------
مواضيع مماثلة
» جعفر بن أبي طالب ـ رضى الله عنـه "أبي المساكين000ذي الجناحين"
» موضوع كامل ومتكامل بأذن اللــه:: عـــن الرافضــه::من هم واقسامهم وتأسيسهم..الخ....
» موضوع كامل ومتكامل بأذن اللــه:: عـــن الرافضــه::من هم واقسامهم وتأسيسهم..الخ....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» معلومات عن دراسة تخصص طب الأشعة | INFORMATION ABOUT MEDICAL RADIOLOGY STUDY ABROAD
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:56 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» بحث حول إدارة الموارد البشرية
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:45 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع ترميم الآثار
الإثنين أبريل 09, 2018 12:17 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع هندسة البرمجيّات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:13 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع الأسواق والمنشأت المالية "FMI
الإثنين أبريل 09, 2018 12:03 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» تعريف نظم المعلومات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:01 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن علوم السياسية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن الجمارك جمرك المالية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:57 am من طرف سورجي بؤ هه مووان